قليلة هي الأمور التي تدفع بنا إلى الإصابة بنوبة ذعر شديد كتلك التي تصاحب التحدث أمام الجمهور, لدرجة أن الكثيرين سيفضلون القفز من على ناطحة سحاب على الصعود إلى المنصة أمام جمهور وتقديم عرض توضيحي لمدة ربع ساعة.
ولتحول هذه التجرية المريعة إلى تجربة ممتعة ما عليك إلا أن تغير نظرتك إلى التحدث أمام الجمهور والطريقة التي تتبعها عند الحديث أمام جمهور ما
ابدأ بالاستغناء عن النص
حيث أنه عند التحدث أمام جمهور ما يفضل وضع قائمة على شكل نقاط لتساعدك على تحديد الأمور التي تريد إيصالها للجمهور, لأنك عندما تقرأ نصاً تم كتابته مسبقاً أمام حشد من الناس فإنك تصبح أكثر عرضة للتفكير بمخاوفك الداخلية مما ينعكس سلباً على أدائك. كما أن أغلب الناس يتفاعلون بشكل أفضل مع أسلوب الإلقاء العفوي مقارنة بخطاب تم إعداده مسبقاً ومن ثم تكراره بشكل رتيب.
لذا كل ما عليك فعله هو إعداد النقاط التي تود التطرق إليها ومن تم أطلق العنان لنفسك في التعبير عنها كما تشاء حينها سينصب كل تركيزك على ما تقوله بحيث لا تتسنى لك الفرصة للتفكير في مدى شعورك بالقلق
أسباب الشعور بالقلق من التحدث أمام الجمهور
غالباً ما يكون الشعور بالقلق من التحدث مرتبطاً بأحداث من فترة الطفولة. حيث أن التجارب المحرجة التي تنطوي على تقديم أداء أمام العائلة أو الصف بالمدرسة -على سبيل المثال - يمكن أن تسبب الشعور بعدم الراحة من الحديث أمام جمهور لعقود.
فنحن في عمر الطفولة والمراهقة لا نريد شيئاً عدا أن نحظى بالقبول وننسجم بالوسط المحيط بنا والوقوف وحيداً أما حشد من الزملاء والإحساس بأنه يتم تقييك يمكن أن يمثل تجربة فظيعة, في حال لم يسر الأمر كما يجب فإنه يمكن تذكر تلك التجربة السيئة لاحقاً في اللاوعي ومعها كل المشاعر الصعبة التي رافقتها, وأحياناً يعد الاعتراف بتلك الذكريات والإقرار بها كافياً لقطع الصلة بينها وبين مخاوفك الحالية من التحدث أمام الجمهور, أما إذا استمرت التجارب السابقة بمطاردتك, فإن الاستعانة بخبير في التنويم الإيحائي قد يساعد على تغيير نظرتك والمضي قدماً بثقة
توقعاتك لنفسك
إن افضل نصيحة يمكن إسداؤها لك عند التحدث في أماكن عامة هي تصرف على سجيتك ولا تحاول أن تكون "خطيباً" أو "مقدماً" أو "محاضراً" , واستخدم الملاحظات التي أعددتها وكن على استعداد لإطلاق العنان لذاتك ولا بأس بالحيود عن الإطار الذي رسمته قم بسرد القصص وفوق كل ذلك كن مستعداً للاستمتاع بتجربتك هذه, لأنك إذا استمتعت بها فإن الجمهور سيستمتع كذلك.
أطلق العنان لشخصيتك الحقيقية وتذكر دائماً بأنك "أنت" لست محور الحديث, ويمكن للتحدث امام الجمهور أن يكون تجربة مذهلة متى ما تخليت عن محاولة تقمص شخصية ليست شخصيتك.
و يلعب التنفس بشكل صحيح دوراً في تخفيف حدة التوتر وتهدئة الأعصاب بينما يمكن أن يعزز التنفس بشكل غير صحيح من الشعور بالقلق, فعندما نكون في حالة عصبية نميل إلى إنهاء ما نقوله على عجل وهو ما يقطع نمط التنفس الطبيعي لدينا، ويجعلنا نحاول التقاط انفاسنا, لذا يجب الحرص على التنفس بعمق وبطء والتحدث بروية, كما يجب ألا تغفل عن التوقف لبرهة بين الفينة والأخرى وتذكر بأنه من شبه المستحيل التحدث ببطء شديد
اتبع هذه الخطوات البسيطة وقد تجد نفسك مستمتعاً بالتحدث أمام الآخرين
No comments:
Post a Comment